أكد السيد محمد سالم الشرقاوي المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف، اليوم الخميس بالعاصمة التونسية، أن الوكالة التابعة للجنة القدس، برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، تقارب الوضع بالمدينة المقدسة ، ومن ثم القطاعات الاجتماعية بها، انطلاقا من فهم صحيح لخصوصية المدينة ولمركزها القانوني، ولطبيعة التحديات التي تواجهها.
وشدد السيد الشرقاوي، في كلمة خلال مؤتمر “واقع تعليم الأطفال في القدس الشريف” الذي نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بشراكة مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، على ضرورة استحضار العامل الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع الفلسطيني في القدس، لمقاربة واقع تعليم الأجيال العربية في المدينة.
وبخصوص التدخلات الميدانية لوكالة بيت مال القدس الشريف في مجال التعليم بالمدينة المقدسة، أكد السيد الشرقاوي أن الأمر يتعلق بمبادرات لدعم منظومة التعليم تتقاطع مع جهود الشركاء الفلسطينيين لحماية الهوية الوطنية والرواية الأصلية الفلسطينية، مع ما يوازي ذلك من جهود لتأهيل البيئة التعليمية في المدارس والجامعات.
وأوضح المدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف أن تدخلات الوكالة في هذا المجال تشمل بناء مدارس جديدة وترميم وصيانة القائم منها وتجهيز فضاءات رياضية وعلمية وثقافية بها، إضافة إلى تأمين المساعدة للطلبة على التحصيل من خلال توفير ما يزيد عن 120 منحة دراسية لطلاب فلسطينيين في مختلف التخصصات، وإطلاق برنامج المدارس الصيفية السنوية لفائدة 4 آلاف طفل وطفلة، والذي يعتبر أكبر تجمع صيفي في القدس، ثم تشجيع البحوث والدراسات الجامعية التي يختار أصحابها الاشتغال على مواضيع تعزز الوعي بمركزية القضية الفلسطينية، بتاريخها الصحيح وبجغرافيتها الكاملة، وبأعلامها وأدبائها وأنماط العيش فيها.
وذكر السيد الشرقاوي بأن حجم المشاريع والبرامج المنجزة في قطاع التعليم بالمدينة المقدسة فاق 13 مليون دولار مشيرا إلى أنها توزعت على محاور منها تأهيل وتجهيز عدد من المدارس واستئجار مباني لاستعمالها كمدارس بالقدس، وأداء رسوم الترخيص لبناء مدارس وشراء مباني سكنية وتحويلها إلى مدارس، وتشييد مدارس وبنايات جديدة موجهة للتربية والتعليم كما هو الشأن بالنسبة لمدرسة الحسن الثاني في حي واد الجوز، واقتناء تجهيزات لتحسين البيئة الدراسية إضافة إلى إنجاز برنامج “المدارس الجميلة” (ترميم وتأهيل واستكمال تجهيز 10 مدارس).
وخلص السيد محمد سالم الشرقاوي إلى أن قطاع التعليم الفلسطيني في القدس يحتاج إلى تجويد البنية المدرسية، وتأهيل المؤسسات وصيانتها، ومضاعفة الطاقة الاستيعابية للحد من الاكتظاظ، وزيادة الفصول الدراسية بنسبة لا تقل عن 80 غرفة صفية (قسم) في السنة، وتعزيز مرافق الدعم التربوي والمكتبات والمختبرات، والعناية بالموارد البشرية، للحد من نقص الأطر التعليمية .
ومن خلال مداخلتين لكل من وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني أمجد برهم ووزير شؤون القدس أشرف الأعور، وقف المشاركون في المؤتمر على جانب من أوضاع قطاع التعليم في فلسطين وخاصة في القدس وما يعانيه جراء سعي سلطات الاحتلال عبر إجراءات متنوعة لأسرلة تعليم الفلسطينيين .
وأكد الوزيران الفلسطينيان في هذا الصدد على أن السلطات الإسرائيلية تضع قطاع التعليم الفلسطيني على رأس استهدافاتها قصد تدمير هوية الطالب الفلسطيني واستبدالها بأخرى تسهل تحقيق أهداف الاحتلال.
ووفق معطيات قدمها الجانب الفلسطيني، فقد دمرت القوات الإسرائيلية 293 مدرسة حكومية في قطاع غزة فيما أزيلت 85 بالمائة من المباني الجامعية في القطاع بالكامل .
وأوضح الجانب الفلسطيني أن السلطات الإسرائيلية تسعى إلى اخلاء البلدة القديمة في القدس من المدارس الفلسطينية بدعوى تحويلها لمنطقة سياحية وذلك بالموازاة مع “حملة غير مسبوقة” على المنهاج الفلسطيني وخصوصا عبر سحب تراخيص المدارس الخاصة التي ترفض اعتماد المناهج الإسرائيلية.
ومن الأرقام المعبرة عن وضع تعليم الأطفال الفلسطينيين في القدس، نسبة التسرب المدرسي التي تناهز 13 بالمائة في مدارس القدس مقابل 1 بالمائة في باقي مناطق فلسطين .
وبالرغم من الوضع الذي تعيشه المدارس الفلسطينية في القدس، فإن الصمود ظل عنوان العمل الفلسطيني على هذا الصعيد أيضا، إذ أن 85 بالمائة من الأطفال الفلسطينيين مازالوا يدرسون وفق المنهاج الفلسطيني.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، سلم المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم محمد ولد أعمر درع المنظمة لكل من وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني أمجد برهم ووزير شؤون القدس أشرف الأعور والمدير المكلف بتسيير وكالة بيت مال القدس الشريف محمد سالم الشرقاوي.
وتتضمن أشغال المؤتمر تقديم ورقتي عمل، الأولى تحت عنوان”سياسات أسرلة التعليم ، والتعليم في القدس ، التحديات والانتهاكات وسبل المواجهة” والثانية حول ” القانون الدولي والإنساني وحقوق الطفل ومسؤوليات المنظمات الدولية وتأثيرها على واقع التعليم في مدينة القدس”.