دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن تداعيات التغير المناخي على الدول الأفريقية، لا سيما الفقيرة منها، ما أدى إلى إتلاف المحاصيل الزراعية وإنتاج الحبوب مع ارتفاع نسبة المجاعة في العديد من المناطق الواقعة في منطقة الساحل. في شمال أفريقيا، أصبح الوضع لا يطاق بالنسبة للمغرب والجزائر التي عرفتا انخفاضا كبيرا في نسبة سقوط الأمطار. فعلى سبيل المثال عرفت مدينة أكادير أكبر درجة حرارة في تاريخها حيث وصلت إلى أكثر من 50 درجة مئوية في 2023.
أظهر التقرير السنوي الذي نشرته المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة مطلع شهر سبتمبر/أيلول الجاري أن درجات الحرارة ارتفعت في أفريقيا بشكل أسرع ومقلق مقارنة بالمتوسط العالمي، ما أدى إلى تكبد القارة خسائر فادحة على المستوى الاقتصادي واضطرار بعض الدول إلى إنفاق ما يقارب 9 بالمائة من ميزانيتها لمكافحة التغير المناخي.
نفس التقرير أشار إلى أن الدول الأفريقية تخسر حاليا ما بين 2 و5 بالمائة من ناتجها المحلي الإجمالي بسبب موجات الحر القاتلة والأمطار الغزيرة والفيضانات والأعاصير والجفاف لفترات طويلة.
وأشار إلى أن تكلفة التكيف مع تغير المناخ في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، خلال السنوات الـ10 المقبلة ستصل إلى ما بين 30 و50 مليار دولار سنوياً.
فيما تعد زامبيا من بين الدول التي عانت في 2023 من أخطر أزمة جفاف أثرت بشكل سلبي على حياة 6 مليون شخص في هذا البلد.
كما سلطت المنظمة الأممية الضوء على منطقة شمال أفريقيا، وتحديدا الجزائر والمغرب إذ شهدا ارتفاعا في درجات الحرارة، ما أدى إلى نقص حاد في المياه وإتلاف المحاصيل الزراعية.
- مدنية أكادير تسجل أعلى درجة حرارة تجاوزت الـ50
ففي المغرب مثلا، تم تسجيل أعلى درجة حرارة في تاريخ هذا البلد إذ وصلت في مدينة أكادير خلال صيف 2023 إلى 50.4 درجة مئوية. نفس الشيء أيضا في تونس حيث بلغت درجات الحرارة 49 درجة.
أما في الجزائر، فتسبب ارتفاع درجات الحرارة في اندلاع العديد من الحرائق، لا سيما في منطقة القبائل الغابوية، ما أدى إلى مقتل 44 شخصا وحرق حوالي 32 ألف متر مربع من الغابات.
ووصف التقرير الأممي مستوى الجفاف الذي عانت منه كل من المغرب والجزائر في 2023 بـ”التاريخي”.
في المغرب مثلا، انخفضت نسبة الأمطار في 2023 بـ28 بالمائة، ما تسبب في خفض نسبة المحاصيل الزراعية بـ20 بالمائة.
أما في تونس، فلقد عرف إنتاج الحبوب تراجعا كبيرا وصل إلى 80 بالمائة (تونس أنتجت 300 ألف طن فقط). وفي الجزائر انخفض إنتاج الحبوب بـ12 بالمائة (الإنتاج لم يتجاوز 3.6 مليون طن).
وخلص التقرير إلى أنه في حال لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتغيير الوضع، هناك مخاوف أن يواجه ما لا يقل عن 118 مليون شخص الجفاف في القارة السمراء وإلى الفيضانات بحلول 2030.