يبحث نادي بايرن ميونيخ الألماني في إياب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم الثلاثاء على ملعب مضيفه ريال مدريد الاسباني، عن إنجاز تاريخي للتأهل على حساب حامل اللقب.
وكان النادي الملكي المتوج بـ 11 لقبا في المسابقة الأوروبية (رقم قياسي)، فاز في مباراة الذهاب على ملعب “أليانز أرينا” 2-1، بفضل ثنائية في الشوط الثاني لنجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو أتاحت له رفع رصيده في المسابقات الأوروبية الى 100 هدف.
ولم يسبق للنادي الاسباني ان فشل في التأهل ضمن الأدوار الاقصائية لدوري الأبطال بعد فوزه ذهابا خارج ملعبه، ما يجعل مهمة النادي البافاري أكثر صعوبة على ملعب “سانتياغيو برنابيو”.
واعتبر الرئيس التنفيذي لبايرن كارل-هاينتس رومينيغه الثلاثاء ان ريال مدريد الاسباني هو المرشح لبلوغ نصف النهائي للمرة السابعة تواليا.
وقال “لسنا متشائمين (…) بعد مباراة الذهاب، ريال هو المرشح الأكبر، الا اننا لم نخض بعد سوى نصف (مدة) ربع النهائي”.
وشدد على ان أي أمل للنادي البافاري في بلوغ نصف النهائي يتطلب منه الاعتماد على “نقطة قوته”، ألا وهي “الشخصية القوية للفريق (…) ورغبته (بالفوز) الخارجة عن المألوف”.
وكان قائد الفريق فيليب لام أكد بعد التعادل السلبي مع باير ليفركوزن السبت في الدوري المحلي ان “لن يكون الأمر سهلا (…) لكننا نملك فرصة للفوز في مدريد”.
ويعد اللقاء بين بايرن وريال اللذين يتصدر كل منهما الدوري المحلي، الأكثر تواترا في أوروبا. ومن مجموع 23 مواجهة بينهما، فاز بايرن 11 مرة، في مقابل 10 انتصارات لريال مدريد وتعادلين.
وعلى رغم التفوق الضئيل لبايرن في هذا المجال، الا ان تاريخه “الاسباني” يؤرقه. ففي المواسم الثلاثة الماضية، أقصي النادي البافاري من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على يدي أندية اسبانية: أتلتيكو مدريد (2016)، برشلونة (2015)، وريال مدريد (2014).
وفي حال خروجه هذا الموسم، ستكون المرة الأولى يغيب فيها النادي البافاري عن نصف النهائي الأوروبي منذ موسم 2011-2012.
وأحرز بايرن اللقب للمرة الأخيرة في موسم 2012-2013، ضمن ثلاثية شملت أيضا الدوري والكأس المحليين بقيادة مدربه السابق يوب هاينكس. ومنذ خلف المدرب الاسباني جوسيب غوارديولا هاينكس في منصبه بعد التتويج بتلك الثلاثية، تلقى النادي الألماني أربع خسارات في زياراته الأوروبية الأربع الى اسبانيا.
ويأمل المدرب الايطالي الحالي للنادي كارلو انشيلوتي في ألا يكون مصيره مشابها لسلفه، لاسيما وانه خسر أيضا صفر-1 على ملعب أتلتيكو مدريد خلال مباريات الدور الأول في أيلول/سبتمبر الماضي.
وستحمل المباراة نكهة خاصة لانشيلوتي، اذا ستكون عودته الأولى الى سانتياغو برنابيو منذ اقالته من تدريب ريال في أيار/مايو 2015.
وفي ظل حاجة بايرن الى تسجيل هدفين على الأقل لضمان البقاء في المنافسة، تبدو العودة المرجحة لمهاجمه البولندي روبرت ليفاندوفسكي بمثابة جرعة دعم مهمة، بعد غيابه عن الذهاب لإصابة في الكتف.
وسجل ليفاندوفسكي 38 هدفا خلال 40 مباراة في مختلف المسابقات هذا الموسم، وبدا غيابه مؤثرا في مباراة الذهاب التي أضاع فيها الفريق الألماني فرصا عدة أمام المرمى، علما انه أنهى المباراة بعشرة لاعبين اثر طرد لاعبه الاسباني خافي مارتينيز.
وشكل التسجيل في مرمى النادي الاسباني هواية لليفاندوفسكي في المواسم الماضية، اذ سجل أربعة أهداف في مرمى ريال مدريد في ذهاب الدور نصف النهائي (4-صفر)، عندما كان لا يزال في صفوف نادي بوروسيا دورتموند الالماني.
وتدرب ليفاندوفسكي بشكل طبيعي الأحد.
وقال للموقع الالكتروني للنادي “أنا بحالة جيدة، انا سعيد جدا بمشاركتي في الحصة التدريبية اليوم، كل شيء على ما يرام”.
وأبدى أنشيلوتي ثقته بحظوظ بايرن في مباراة الثلاثاء، قائلا في تصريحات الأسبوع الماضي “ليست لدينا فرصة كبيرة ولكننا لا نزال نملك حظوظنا، لا زلنا على قيد الحياة”.
أضاف “كان في امكانهم حسم المباراة بتسجيل هدف اضافي لكنهم لم يتمكنوا من ذلك (…) سيطرنا على مجريات المباراة في الشوط الاول، ولكننا فقدنا فعاليتنا في الشوط الثاني”، متابعا “صعبنا الامور على أنفسنا عندما تراجعنا الى الخلف، ولكن لا زالت حظوظنا قائمة”.
في المقابل، تميل الاحصاءات بشكل صريح لصالح ريال مدريد.
فالنادي الملكي حامل اللقب، لم يخسر في آخر 12 مباراة أوروبية على أرضه (فاز عشر مرات وتعادل مرتين). كما انه فاز على النادي البافاري تسع مرات من أصل آخر 12 زيارة قام بها لسانتياغو برنابيو.
وأفاد الموقع الالكتروني للنادي الأحد ان لاعبيه خاضوا التمرين الأول استعدادا للمباراة مع بايرن، باستثناء القائد سيرخيو راموس والبرتغالي فابيو كوينتراو وايسكو الذين اكتفوا بتمارين داخل القاعة الرياضية.
وفي حال مشاركته الثلاثاء، سيخوض راموس مباراته المئة في دوري الأبطال، ليصبح اللاعب الثلاثين الذي يبلغ هذه العتبة. وفي 99 مباراة في المسابقة، سجل راموس 10 أهداف.
الى ذلك، تمرن المدافع الفرنسي رافايل فاران بمفرده الأحد، بينما لا يزال الجناح الويلزي غاريث بايل والمدافع البرتغالي بيبي يخضعان لبرنامج تأهيل للتعافي من الاصابة.
والاثنين، أكد مدرب ريال الفرنسي زين الدين زيدان ان بايل لن يشارك.
وقال ان الويلزي “عمل جاهدا على العودة الى صفوف الفريق بعد اصابته، لقد كان متحمسا”، مشيرا الى انه “لن يكون جاهزا لمباراة بايرن لاننا لا نريد ان نخاطر”.
وكان ايسكو المنقذ لريال أمام ضيفه المتواضع سبورتينغ خيخون في الدوري المحلي السبت، في مباراة خاضها النادي الملكي بتشكيلة جلها من الاحتياطيين استعداد لمباراة بايرن. وسجل ايسكو ثنائية بينها الهدف القاتل وقاد ناديه للفوز 3-2، ليبقي على صدارته وفارق النقاط الثلاث مع برشلونة، علما ان للنادي الملكي مباراة مؤجلة.