نقلت وكالة الأنباء النمساوية عن مصادر في حزب الحرية اليميني المتطرف قولها إن البلاد تتجه لإجراء انتخابات مبكرة بعد استقالة هاينز كريستيان شتراخه، نائب المستشار النمساوي، اليوم السبت، بسبب “فضيحة إيبيزا”.
وتفجرت “فضيحة إيبيزا” مساء الجمعة مع نشر وسائل إعلام ألمانية لفيديو صور بكاميرا خفية، يظهر شتراخه يناقش، في فيلا بجزيرة إيبيزا الإسبانية وقبل أشهر من انتخابات 2017 التشريعية، مع امرأة -يعتقد أنها مرتبطة بشخصية روسية نافذة- احتمال تقديم مساعدات مالية مقابل منحها مدخلا لعقود حكومية مع النمسا.
وتناولت الحديث المسرّب بين المستثمرة الروسية وشتراخه خصوصا الصحيفة الأولى في النمسا “كرونين تسايتونغ” وتضمن اقتراحا باستثمار المرأة الروسية في الصحيفة لدفعها إلى نشر عناوين موالية لحزب شتراخه.
واقترح شتراخه حينها على المستثمرة الروسية أن يمنحها مقابل دعمها عقودا حكومية. وكان حينها برفقة أحد مساعديه المقربين يوهان غودينوس، وهو رئيس الكتلة البرلمانية الحالية لحزب الحرية.
فضيحة كبيرة
ووفق نص المحادثة، قال شتراخه إن المستثمرة الروسية “ستحصل على كافة العقود العامة التي هي اليوم بيد ستراباغ” وهي مجموعة بناء نمساوية نافذة جدا بهذا القطاع.
واستبعد شتراخه أن تقاوم إدارة تحرير صحيفة “كرونين تسايتونغ” الأموال، لأن “الصحافيين هم الأكثر استعدادا على هذا الكوكب لبيع أنفسهم”.
وقال في مؤتمر صحفي وهو يغالب دموعه “كان تصرفا غبيا.. كان سلوكا غير مسؤول وكان خطأ” وطلب من زوجته والآخرين الصفح عنه، لكنه أصر على أنه لم يرتكب أي مخالفة للقانون.
وجاءت هذه الاستقالة الطارئة للتخفيف من وقع الفضيحة التي تهدد أيضا مصداقية حكومة سيباستيان كورتس زعيم الحزب الشعبي النمساوي المحافظ المتحالف منذ عام 2017 مع “حزب الحرية” برئاسة شتراخه.
وكشف شتراخه أن وزير النقل نوربرت هوفر سيحل محله في منصب نائب المستشار، مضيفا “لا أريد تحت أي ظرف من الظروف أن يتسبب سلوكي الخاطئ في ذريعة لانهيار الحكومة”.
واعتبر الحزب الاشتراكي بالنمسا هذه الشبهات بأنها “أكبر فضيحة” في تاريخ البلاد منذ خمسين عاما، في حين قال الحزب الليبرالي “نيوس” إنه لا يمكن تفادي إجراء انتخابات تشريعية جديدة.
المصدر : وكالات