بدأ حجاج بيت الله الحرام منذ الساعات الأولى من صباح اليوم السبت الثامن من شهر ذي الحجة 1437 هـ، في التوافد على مشعر منى لقضاء يوم التروية، وذلك استعدادا للوقوف غدا بمشعر عرفات لأداء ركن الحج الأعظم. وتوجه حوالي 1,5 مليون حاج جاؤوا من جميع أنحاء العالم لأداء فريضة العمر إلى وادي منى الذي يبعد بضعة كيلومترات الى الشرق من مكة المكرمة، في أجواء إيمانية تلهج فيها ألسنة الحجاج بالتلبية والتسبيح والتكبير، تقربا إلى الله تعالى وآملين أن يوفقهم لإتمام مناسك الحج، فريضة العمر وخامس أركان الإسلام، اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16,8 كيلو مترا مربعا، ويقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يسكن إلا فترة الحج، ويحده من جهة مكة جمرة العقبة، ووادي محشر من جهة مشعر مزدلفة. ويحظى مشعر منى بمكانة تاريخية ودينية، ففيه رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
وسيبدأ ضيوف الرحمان بعد شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة في التوجه لمشعر عرفات، حيث يتجمع ضيوف الرحمن في مشهد يجسد المعاني السامية للحج في أكبر تجمع سنوي بشري على وجه الأرض.
وعند غروب الشمس يبدأ الحجاج بالنفير إلى مزدلفة للمبيت فيها قبل أن يعودوا في ساعات الصباح الأولى من أول أيام عيد الأضحى المبارك العاشر من ذي الحجة إلى منى لرمي الجمرات ثم التوجه لأداء طواف الإفاضة والسعي بين الصفا والمروة. ويحتضن مشعر منى أغلبية الدوائر الحكومية وجهات الخدمة العاملة على تيسير أداء مناسك الحج، بمساحة تقدر بـ 15 في المئة من مساحة السفوح الجبلية للمشعر، فيما المساحة المتبقية مستخدمة لنصب الخيام، ضمن أكبر المشاريع التي نفذتها الحكومة السعودية لإيواء الحجاج بمساحة تقدر بـ 2.5 مليون متر مربع، لاستيعاب 2,6 مليون حاج، وبهذا يكون المشعر أكبر مدينة خيام في العالم.