كتب بيتر فام، مدير (أفريكا سانتر)، التابع لمجموعة التفكير الأمريكية (أطلانتيك كاونسيل)، في مقال نشرته صحيفة (دو هيل) الأمريكية، اليوم الخميس
أن المسيرة الخضراء تشكل، على جميع المستويات، “نموذجا فريدا في سجلات تاريخ الأمم”،وتعبيرا عن إرادة “غير عادية” لشعب بأكمله، متحد وراء ملكه، للتخلص من الاحتلال الغاشم للمستعمر.وأبرز هذا الخبير الأمريكي في الشؤون الإفريقية، في هذا المقال التحليلي، بعنوان (40 سنة على المسيرة الخضراء بالمغرب)، أنه “اذا كان المستعمر قد مارس ظلما تاريخيا على أمم وشعوب إفريقيا، في أواخر القرن ال19 وأوائل القرن 20، فإن المسيرة الخضراء شكلت، في المقابل، نموذجا فريدا للإرادة غير العادية لأمة بأكملها للتخلص من الاحتلال الغاشم، ليس فقط عبر الوسائل السلمية المعززة بالحقوق التاريخية الدامغة، وإنما أيضا من خلال الالتزام بتعزيز الحكامة الجيدة والتنمية، اللتين تمثلان اساس الشرعية السياسية والأمن والسلم على المدى البعيد”.وقال بيتر فام، في هذا السياق، إنها “ليست فقط من مصلحة المعنيين المباشرين، ولكن أيضا دول المنطقة والمجتمع الدولي، أن تتم تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء في إطار تنفيذ تطلعات ووعود المسيرة الخضراء”.وأكد أن صناع القرار والمحللين “ينبغي أن يضعوا دائما في الاعتبار أن المغرب، الحليف الكبير للولايات المتحدة خارج حلف شمال الأطلسي، شريك أساسي في مكافحة آفة الإرهاب، كما أنه بوابة للأعمال والاستثمارات نحو إفريقيا”، مشيرا إلى أن حل قضية الصحراء، في إطار المخطط المغربي للحكم الذاتي، الذي وصفته إدارة أوباما ب”الجدي والواقعي وذي المصداقية”، سيقطع الطريق على التهديدات متعددة الأشكال للجماعات الإرهابية، وعلى الفتنة العرقية، وعلى العصابات الإجرامية التي تنشط بالمنطقة.وذكر الخبير الأمريكي بأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أشاد، في مرات عديدة، بجهود المغرب الرامية إلى تسوية سياسية ونهائية مقبولة من كافة الأطراف لنزاع الصحراء.وتابع أن “غالبية الحزبين الجمهوري والديمقراطي بالكونغرس الأمريكي، أكدت أن مخطط الحكم الذاتي في الصحراء + هو الخيار الوحيد القابل للتطبيق+ “.وبخصوص الإنجازات التي تحققت بالأقاليم الجنوبية في مجال التنمية، سلط بيتر فام الضوء على الاستثمارات والمشاريع الهيكلية “الضخمة” التي تم تنفيذها تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في إطار دينامية شملت على الخصوص قطاعات المالية والتكنولوجيات والصحة والإدارة.”وخلص إلى أنه “سيتم يوم غد الجمعة تخليد الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء، التي شكلت لحظة حاسمة في حقبة ما بعد الاستعمار ليس فقط بالنسبة للمغرب، وإنما أيضا بالنسبة للقارة الإفريقية جمعاء”، مذكرا بأنه “في فجر 6 نونبر 1975، عبر ما لا يقل عن 350 ألف من المغاربة، يحملون الأعلام ونسخا من القرآن الكريم، الحدود الوهمية المفروضة تعسفا من قبل القوى الامبريالية الأوروبية في القرن ال19، لاسترجاع الصحراء المغربية، التي كانت إسبانيا قد احتلتها في أعقاب مؤتمر برلين لسنة 1885”.