الرئيسية » اخبار وطنية » مونية وستة: أي مقاربة لتحقيق الاستقرار الدائم في إفريقيا يجب أن ترتكز على “منهجية شاملة ومندمجة”
مونية وستة

مونية وستة: أي مقاربة لتحقيق الاستقرار الدائم في إفريقيا يجب أن ترتكز على “منهجية شاملة ومندمجة”

أكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي مونية بوستة، أمس الأربعاء بالرباط، أن المغرب يظل مقتنعا بأن أي مقاربة تروم تحقيق الاستقرار الدائم في إفريقيا يجب أن ترتكز على “منهجية شاملة ومندمجة”.
وأوضحت بوستة، في ندوة نظمها النادي الدبلوماسي المغربي، أن هذه المقاربة يجب أن تتضمن النهوض بالسلم والاستقرار، وتشجيع التنمية البشرية والحفاظ على الهوية الروحية للشعوب في إطار احترام القيم الكونية لحقوق الإنسان.
واعتبرت أن “عودة المغرب للأسرة الإفريقية تحمل رسالة مفادها أننا نقدم مساهمتنا قصد رفع التحديات التي تواجهها إفريقيا، خاصة على مستوى الأمن الغذائي، وتدبير الماء، والتغيرات المناخية، والسياسة الطاقية، والأمن والاستقرار، وسياسة الهجرة، والنمو الاقتصادي وإحداث مناصب الشغل”.
وأشارت كاتبة الدولة إلى أن المغرب، الواثق جدا في قوة قدراته، “اعتبر دائما أنه آن الأوان بالنسبة لإفريقيا من أجل التكفل بمستقبلها بعزم وتفاؤل، عبر استغلال جميع قدراتها ومؤهلاتها”.

وأبرزت في هذا الاتجاه، أن العمل الدبلوماسي المغربي اتخذ كهدف استراتيجي، الارتقاء بالتعاون مع البلدان الإفريقية الشقيقة إلى مستوى شراكة حقيقية، فاعلة وبراغماتية، محدثة لمناصب الشغل والثروات، بدليل حجم الاستثمارات التي تم إطلاقها في قطاعات أساسية بالنسبة للاقتصاد الإفريقي، كالفلاحة والسكن والصحة والاتصالات والأبناك/التأمين، والبنيات التحتية الأساسية.
كما ركزت بوستة على الطلب الرسمي الذي تقدم به المغرب للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا، كعضو كامل العضوية.
وقالت إن “المغرب، كعضو ملاحظ في هذا التكتل الإقليمي، يقدم مسبقا دعمه لبلدان المجموعة، إلا أن حجم التحديات التي تواجهها المنطقة يجعل انضمام المغرب مكتسبا هاما، في المجالات الاقتصادية والأمنية والبشرية”.
وفي سياق التعاون الثقافي، ذكرت السيدة بوستة بأن النموذج الديني المغربي، الذي يستمد جذوره من مرجعية المذهب المالكي، المنفتح والمتسامح، تكيف بفضل الإصلاحات التي تمت مباشرتها، استجابة لمتطلبات الزمن المعاصر.
وأشارت المسؤولة إلى أن المغرب “يسعى لتقاسم هذا النموذج مع البلدان الإفريقية الراغبة في ذلك، قصد محاربة توظيف الدين لأغراض سياسية، في إطار مقاربة مشتركة”.
من جهته، أشاد رئيس النادي الدبلوماسي المغربي امحمد بوشنتوف بفخر وتقدير بالرؤية الملكية الرامية إلى جعل إفريقيا في صلب السياسة الخارجية للمغرب الذي يطمح لتعزيز وتوسيع التعاون مع مجموع البلدان الإفريقية الصديقة والشقيقة.

وأبرز أن هذه السياسة أعطت دفعة قوية وملموسة على مستوى هذا التعاون، من خلال مختلف الزيارات التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لعدة بلدان إفريقية، والتي توجت بالتوقيع على اتفاقيات متعددة في مختلف المجالات مع القطاعين العام والخاص.
كما أشار بوشنتوف إلى أن التطور الاقتصادي والتكنولوجي الذي حققه المغرب منذ الاستقلال ومتانة علاقاته الثنائية مع شركائه الأفارقة، أحدث فرصا جديدة لصالح تعاون جنوب- جنوب قائم على مقاربة مربحة للطرفين.
وقد تمت ترجمة هذا التعاون، يضيف رئيس النادي، من خلال مشاريع كبرى كالمشروع الإفريقي لأنبوب الغاز الذي يربط طاقيا غرب إفريقيا بشمال إفريقيا.
وتأتي هذه الندوة، المنظمة تحت شعار “المغرب وباقي الدول الإفريقية والمصير المشترك” بتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، في إطار تخليد الذكرى ال61 لليوم الوطني للدبلوماسية المغربية.
ويتميز النادي الدبلوماسي المغربي، الذي تأسس في 11 يوليوز 1991 ويضم حوالي مائة عضو، بتوجهه الثقافي والاجتماعي ويسعى لنسج علاقات متميزة مع باقي الهيئات المماثلة في الخارج، وتنظيم ندوات ولقاءات وتظاهرات ثقافية وزيارات ورحلات دراسية للخارج.
كما يعد موعد مميزا للمهتمين بالدبلوماسية المغربية والمناضلين من أجل دبلوماسية نشيطة وديناميكية ومنفتحة على المستقبل.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*