نيويورك ( الأمم المتحدة) ـــ قال الأمين العام للأمم المتحدة ، أنطونيو غوتيريش ، إن جائحة كوفيد-19 كشفت مواطن الضعف تجاه الأشكال الجديدة والناشئة من الإرهاب، مثل إساءة استخدام التكنولوجيا الرقمية والهجمات الإلكترونية والإرهاب البيولوجي.
وأضاف الأمين العام في افتتاح “أسبوع مكافحة الإرهاب”، الذي يقام هذا العام افتراضيا تحت شعار “التحديات الاستراتيجية والعملية لمكافحة الإرهاب في بيئة وبائية عالمية” أن “الإرهاب، مثل الفيروس، لا يحترم الحدود الوطنية. إنه يؤثر على جميع الدول ولا يمكن هزيمته إلا من خلال العمل الجماعي” ، داعيا إلى “تسخير قوة تعددية الأطراف لإيجاد حلول عملية”.
وأكد أنه على الرغم من إحداث كوفيد-19 اضطرابات شديدة في النظم الصحية والاقتصادات والمجتمعات المحلية حول العالم، فمن السابق لأوانه إجراء تقييم كامل لآثار هذه الجائحة على المشهد الإرهابي، موضحا أن تنظيمي “داعش” و”القاعد”ة وفروعهما الإقليمية – بالإضافة إلى النازيين الجدد ودعاة تفوق العنصر الأبيض ومجموعات الكراهية الأخرى – “يسعون إلى استغلال الانقسامات والصراعات المحلية وفشل أنظمة الحكم والمظالم لتحقيق أهدافهم”.
وسلط غوتيريش الضوء على خمسة مجالات موجهة لعمل المنتظم الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، يتعلق الأول ب”الحاجة إلى الحفاظ على الزخم في مكافحة الإرهاب” من خلال الاستمرار في الاستثمار في القدرات الوطنية والإقليمية والعالمية لمكافحة الإرهاب، وخاصة بالنسبة للبلدان الأكثر احتياجا للمساعدة، فيما يهم المجال الثاني “مراقبة التهديدات والاتجاهات الإرهابية المتطورة عن كثب” عبر امتلاك التكنولوجيا والأدوات والمفاهيم الصحيحة لمكافحة الإرهاب، أما المجال الثالث فمرتبط ب”الاستجابات لمكافحة الإرهاب والنوع الاجتماعي” من خلال مراعاة النوع الاجتماعي وحماية حقوق الإنسان وتعزيزها في الاستجابات الرامية لمكافحة الارهاب.
وحدد الأمين العام المجال الرابع في “معالجة انتشار السرديات الإرهابية” باعتماد مقاربات شمولية مراعية للأوبئة مؤكدا أن “الضغوط النفسية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المرتبطة بكوفيد-19 تزايدت بشكل كبير. ولا يجوز السماح للإرهابيين باستغلال تلك الفجوات والهشاشة”.
ويتمثل المجال الخامس المؤطر لعمل المجموعة الدولية في مجال مكافحة الارهاب ، وفق الأمين العام، في “تقاسم المعلومات” للتعلم من التجارب والممارسات الجيدة للآخرين في المشهد الأمني الموسوم بجائحة كوفيد-19.
ويتضمن برنامج “أسبوع مكافحة الإرهاب” الذي ستتواصل أشغاله إلى غاية العاشر من الشهر الجاري سلسلة من الحلقات الدراسية الشبكية والنقاشات التفاعلية حول “التحديات الاستراتيجية والعملية لمكافحة الإرهاب في بيئة وبائية عالمية”. ويشارك في أشغال هذا المنتدى ممثلون عن المجتمع المدني والقطاع الخاص والنساء والشباب.