قالت زهرة التايك، أمس الثلاثاء بمدينة مكناس، إن المغرب بصدد وضع مشاريع للتثمين الطاقي للمخلفات الفلاحية والمنزلية لإنتاج البخار والكهرباء.
وأبرزت التايك، مديرة الطاقات المتجددة والفعالية الطاقية بوزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، أمام المشاركين في الدورة الخامسة للمنتدى الدولي للقطب الزراعي للزيتون بمكناس حول موضوع “شجرة الزيتون وزيت الزيتون.. ما هي الآفاق للابتكار التكنولوجي والطاقة المتجددة والتنمية المستدامة؟”، أنه “على ضوء التجربة الناجحة لمصنع (رونو-طنجة)، ثمة مشاريع أخرى للتثمين الطاقي للمخلفات الفلاحية والمنزلية لإنتاج البخار والكهرباء الطاقي، ممولة من طرف الصندوق الطاقي بمعية (غلوبال نيكسوس إس أ)، وتوجد قيد الدراسات التي تجريها شركة الاستثمار الطاقي”.وأوضحت أن الأمر يتعلق بمشروعين للتثمين الطاقي انطلاقا من الزيتون وإنتاج الطاقة الحرارية، دون إغفال تثمين مخلفات الزيتون، خاصة في مدينتي مكناس وبني ملال.
وأشارت، في هذا السياق، إلى أن قطاع الزيتون المغربي له من القدرة ما يمكنه من أن يستغل كمورد كبير لإنتاج الطاقة.وذكرت المتحدثة بأن المغرب الذي جعل من التنمية المستدامة مشروعا حقيقيا للمجتمع، التزم بتسريع وتيرة مبادرات النجاعة الطاقية من خلال رؤية استراتيجية تستهدف القطاعات المستخدمة للطاقة، كالنقل والبناء والصناعة، فضلا عن الفلاحة والإنارة العمومية.وأفادت التايك، في هذا السياق، بأن المملكة حددت كهدف لها تحديد انبعاثات الغازات الدفيئة في 42 في المائة في أفق 2030، وذلك عبر مبادرات ملموسة تقوم على تطوير الطاقات المتجددة على نطاق واسع وتعزيز النجاعة الطاقية.وأضافت أنه فضلا عن استغلال مواقع إنتاج الطاقة الكهربائية لمصادر شمسية وريحية ومائية بالمغرب، فإن الاستعمال المكثف للطاقة المتجددة أضحى جوهريا لإعداد سياسة طاقية مستدامة.وأوردت التايك أن وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة أطلقت دراسة لإعداد استراتيجية وطنية للتثمين الطاقي ذي الكتلة الحيوية، موضحة أن هذه الدراسة تروم تحليل تدفقات مواد مختلف مصادر هذه الكتلة، بغية تقييم قدرتها على التثمين الطاقي ووضع استراتيجية وطنية من شأنها أن تتحول إلى خطط عمل.
ويهدف المنتدى الدولي للقطب الزراعي للزيتون بمكناس الذي تشرف عليه وزارة الفلاحة والصيد البحري والمجلس الدولي لزيت الزيتون، وشارك في دورته الخامسة خبراء وفاعلون ومستثمرون ومهنيون من المغرب والخارج، تسليط الضوء على تحديات الابتكار التكنولوجي مع التعريف بالمبادرات الرائدة والحلول المبتكرة من أجل تنمية مستدامة للقطاع .كما يسعى هذا الملتقى، الذي يشكل فرصة لتبادل التجارب والخبرات بين كبار الخبراء وممثلي المنظمات الدولية المعترف بها حول موضوع تثمين المنتجات الثانوية (الكتلة الحيوية للزيتون)، بحث مختلف التصورات والإمكانيات الكفيلة باستكشاف الحلول المبتكرة من أجل تكنولوجيا نظيفة في صناعة زيت الزيتون، والاقتصاد الدائري، وإنتاج الطاقة المتجددة من المنتجات الثانوية، وكذا آفاق هذه الصناعة في ظل مشروع ” أوليا كرين فود مكناس”.وركز المشاركون في هذا المنتدى الدولي، الذي ينظم بدعم من مجلس جهة فاس- مكناس ومجلس المدينة، على بحث ومناقشة التقنيات الجديدة المتعلقة بسحق الزيتون الأكثر ملاءمة للبيئة (نظام 2 مراحل مع كميات أقل من المياه والطاقة الاستهلاكية)، بالإضافة إلى المقاربات الجديدة المعتمدة في استخدام المنتجات الثانوية (الكتلة الحيوية للزيتون) وذلك بتحويله كمصدر للطاقة (الكهرباء) وغيرها.